أمير المنتدى المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 1021 تاريخ التسجيل : 02/02/2012 العمر : 33 الموقع : https://fackhenchela.ahladalil.com المزاج : ممتاز
| موضوع: تكنولوجيا المعلومات في المكتبات الجامعية الإثنين فبراير 20, 2012 11:46 am | |
| المفاهيم المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات فيالمكتبات الجامعية استمرت تكنولوجيا المعلومات في تقديمالفرص الثمينة للمكتبات؛ لخدمة روادها حسب احتياجاتهم ومتطلباتهم. وإلى وقت ليسببعيد كانت المكتبة المكان الذي يقصده الناس للقراءة واستعارة الكتب والتعليم. إلاأن التطوير التكنولوجي قد أتاح المجال للمكتبات لتصبح موزعاً إلكترونياً للمعرفةلمن يطلبها وهو في البيت أو في المكتب أو في أي مكان آخر يتواجد فيه القارئ. وربمايكون الإنترنت أكثر من أي تكنولوجيا ملومات أخرى، قد جلب تغييراً في الطريقة التييستعمل بها الناس المكتبات، ومكنت تكنولوجيا المعلومات المكتبات حتى الآن من توفيرالوصول إلى النصوص والصور والتسجيلات السمعية والبصرية، المخزنة محلياً أو في أماكنبعيدة، كما مكنت من تحويل المجموعات الورقية المطبوعة أو غير المطبوعة إلى أشكالإلكترونية يمكن تراسلها مع مستفيدين بعيدين. وفي عالم أصبح التوجه فيه أكثر نحوالمرئيات، غدا من الضروري أن تطور المكتبات أساليب عملها لاستيعاب هذه التغيرات. كما أن بروز تكنولوجيا المعلومات لتقنيات الحاسوب مع الاتصال والتصوير الرقميوالأفلام المرئية المتحركة مع الصوت، مكّن المكتبات من توفير توليفة قوية ومتعاظمةمن أساليب بث المعلومات وإيصالها للمستفيد النهائي، في المكان الذي يقرره وبالشكلالذي يناسبه. ولكي تتمكن المكتبات من الاستمرار كمهنة وكمؤسسات، فإن عليها قيادةالمؤسسات التابعة لها نحو بناء وتقوية البنية التحتية اللازمة لتكنولوجياالمعلومات، فعلى سبيل المثال أصبحت الأقراص المتراصة والوسائط متعددة التفاعل،والنصوص المقروءة آلياً وعبر الإنترنت، والمواد المخزنة ضوئياً، أصبحت بشكل متزايدجزءاً لا يتجزأ من المجموعات المكتبية، وأصبحت هذه المجموعات متوافرة عبر برمجياتمحملة على شبكات المحلية ومرتبطة أيضاً مع الإنترنت، فالشبكة المحلية بما توفره منقدرة للبحث في مجموعة كاملة من الأقراص المتراصة المحملة على خادم خاص بها ومرتبطةمع الإنترنت، وفرت طريقة متكاملة للحصول على المعلومات من مصادر داخلية وخارجيةبشكل غير مرئي للمستفيد النهائي، وأصبح مستخدم المكتبة أكثر انسجاماً مع وجودالحواسيب حوله، فهو يستخدم النشرات الإلكترونية والبريد الإلكتروني وخدمة البحثالمباشر والبحث في قواعد البيانات المحلية من نفس الموقع (الشربجي، 2000، ص62). ومن هنا يتوجب على المكتبات أن تطور طرقاً ووسائل لإدارة عمليات الوصول إلىالمعلومات المتوافرة بأشكال إلكترونية، والمشاركة في الموارد وإتاحتها عبر الشبكات،كما كانت تفعل عبر السنوات السابقة في الإعارة المتبادلة والتعاون المكتبي. ولكيتصبح المكتبات إحدى مظاهر وأدوات عصر المعلومات، فإن عليها القيام بدمج الوسائلالتقليدية لإدارة المعرفة مع التخطيط الاستراتيجي لما ترنو إليه، وتوفير الميزانياتالمناسبة والاستفادة من التكنولوجيا المتاحة، وفوق كل ذلك تشجيع التغيير الإيجابيفي الاتجاهات لدى العاملين في المكتبات نحو ذلك، إذ أن تحقيق توليفة متوازنة منإدارة نظم المعلومات ومناهج تعليم المكتبات، قد توفر الأساس المهني ذا الاتجاهالايجابي لبناء المكتبة في القرن الحادي والعشرين. وإليك أبرز المفاهيم المتصلةبتكنولوجيا المعلومات في المكتبات ومراكز المعلومات الجامعية: أ- المعلومات:من المعروف أن المعلومات هي المعالجةالإنسانية للبيانات؛ وهي أيضاً البيانات التي جرت معالجتها للاستخدام، كما أنهامجموعة من البيانات تحتوي على معنى، وهي بيانات جرت معالجتها فأخذت شكلاً مفهوماً. وليست كل البيانات قابلة للتحويل إلى معلومات، فنوعية البيانات هي أحد المعاييرالأساسية التي تجعل منها معلومات تصلح لبناء القرارات عليها. ب- قيمةالمعلومات:أثبتت التجربة أن نقص المعلومات وضعف نظم المعلومات، هماالسببان في تدني نوعية ومستوى الوصول إلى الخدمات، والاستفادة من الموارد من قبلالأفراد والمجتمع بشكل عام، فاتخاذ القرار والإدارة بشكل عام، هو سلوك عقلاني يتطلبالاستخدام الكامل أو الجزئي للمعلومات أو عدم استخدامها، وهذا يعني أن للمعلوماتقيمة لكونها ترفع من مستوى عقلانية اتخاذ القرار من خلال نوعية المعلوماتالمستخدمة. وتشكل نظم المعلومات، الأدوات الحيوية لتشخيص المشكلات وإدارة المواردواتخاذ القرارات الفنية والإدارية، حيث أنها الأساس الذي تبنى عليه وتمارس منخلاله، وهذا هو الدور الهام والذي يشكل الأساس في نجاح المؤسسات في أداء أعمالها (. ج- المعلوماتية:هي العلمالذي يدرس استخدام ومعالجة البيانات والمعلومات والمعرفة. فالمعلوماتية ليست علمالحاسوب، بل هي تطبيق لعلم الحاسوب، ومعالجة المعلومات إلكترونياً لا يعطيها قيمةإضافية لها إلا إذا كانت هي في الأساس على مستوى عال من الجودة، فالمعلومات الخامالجيدة تأخذ قيمة كبيرة إذا ما عولجت بالوسائل الإلكترونية. د- المكتبة الرقمية:للمكتبة الرقمية العديد منالتعريفات وسنقوم بذكر بعضها، ولكن لا بد من أن ننوه على معلومة هامة وهي أن (مكتبةالكونغرس) تعتبر بحق صاحبه هذا التعبير، ألا وهو "المكتبة الرقمية" قبل أي جهة أخرىفي تخصص المكتبات والمعلومات. ومن تعريفات المكتبة الرقمية ما يلي: هي عبارة عن "مكتبة يجري إنشاؤها دون رفوف توضع عليها أوعية المعلومات، وإنما هي حاسبات مضيفةخادمة(Servers)تحتضن المليزرات بداخلها مندون مستفيدين يستخدمون المكتبة الأم، وإنما هي حاسبات(Computers)تحت أيدي المستفيدين في أي مكان على وجهالأرض إلى جانب حاسبات موجهة(Routers)، وهيبحق الذروة العليا التي بلغتها التطبيقات التجارية لتكنولوجيا المعلومات" (الترتوريوجويحان، 2006، ص178). كما تعرف بأنها عبارة عن: "نظام فرعي في شبكة المعلوماتالعالمية، ويستطيع المستفيد من خلال الطرفيات المتوافرة في هذا النوع من المكتباتالدخول على مصادر المعلومات في أي مكان في العالم. وهذا يعني أن هذا المرفقالمعلوماتي لا يحتفظ بالوثائق على غرار المكتبة التقليدية، ولكنه يتيح الحصول علىالخدمات، ويتيح الوصول إلى النصوص الكاملة وليس مجرد البيانات الوصفية عنها" (الترتوري وجويحان، 2006، ص178). وهناك تعريف أكثر شمولية قدمه (جابين) وهو أنالمكتبة الرقمية: "هي المكتبة الإلكترونية التي تعكس مفهوم الإتاحة من بعيدلمحتويات وخدمات المكتبات وغيرها من مصادر المعـلومات، بحيث تجمـع بين الأوعـية علىالمـوقع(on – site collection)والمواد الجارية والمستخدمة بكثرة سواءكانت مطبوعة أو إلكترونية، وتستعين في ذلك بشبكة إلكترونية تزودنا بإمكانيات الوصولإلى المكتبة أو المصادر العالمية الخارجية واستلام الوثائق منها" (بدر، 2000، ص38). هـ- جودة البيانات:عند تطبيق نظام إدارةالجودة ظهر ما يعرف بجودة البيانات، والمقصود بجودة البيانات: هو الاستخداماتالرئيسية للإحصاءات الاقتصادية والاجتماعية التي تنتجها الجهات والمكاتب الإحصائيةالرسمية التي تتطلب مستويات من الجودة تقف حائلا دون إنتاج إحصاءات متعارضة أو غيرمنسقة، أو تعاني من مشكلات تتعلق بالجودة، وهو ما يؤدي عادة إلى فقدان الثقة فيالمعلومات المنتجة للإحصاءات. و- نظام المعلوماتInformation's Systems: يسمى النظامالذي يعالج البيانات(Data)ويحولها إلىمعلومات(Information)ويزود بها المستفيديننظام معلومات، وتستخدم مخرجات هذا النظام وهي المعلومات لاتخاذ القرارات وعملياتالتنظيم والتحكم داخل المؤسسة. وعليه، يمكننا تصور نظام المعلومات على أنه مكون منالإنسان والحاسوب والبيانات والبرمجيات المستخدمة في معالجتها بهدف إمداد المؤسسةبالمعلومات اللازمة لها عند الحاجة ويتصوره آخرون على أنه مكون مما يلي: 1. المدخلاتInputوهي البيانات. 2. المعالجة (العمليات) Processingوتتكون من جهاز الحاسوب نفسه والبرمجياتالمستخدمة في معالجة البيانات والملفات والأشخاص. 3. المخرجاتOutputوهي المعلومات(Sutton, 1995) Information. ز- مصادر المعلومات الإلكترونية: إن مصادر المعلوماتالإلكترونية "تعتبر من أبرز التطورات الحديثة التي شهدتها المكتبات ومراكزالمعلومات في العقود الأخيرة، وتعرف بأنها: "كل ما هو متعارف عليه من مصادرالمعلومات التقليدية الورقية وغير الورقية مخزنة إلكترونياً على وسائط ممغنطة أوليزرية بأنواعها، أو تلك المصادر المخزنة أيضاً إلكترونياً حال إنتاجها من قِبَلمصدِّريها أو ناشريها (مؤلفين وناشرين) في ملفات قواعد بيانات وبنوك ومعلومات متاحةللمستفيد عن طريق: الاتصال المباشرOn - Line،أو داخلياً في المكتبة عن طريق منظومة الأقراص المتراصةCD - Romوغيرها" (النوايسة، 2000، ص94). ح- خدمات المعلومات الإلكترونية: خدماتالمعلومات الإلكترونية هي الخدمات التي تميز عصرنا الحالي وترتكز أساساً على سحبالأرصدة إلى طرفية المستفيد وتوجيهه إلكترونياً إلى المكتبات ومراكز المعلوماتالمحلية والإقليمية والعالمية في ظل التطورات الحديثة. كما أنها تتميز بتعددالتشغيل(Inter – operable system)لتوزيعواسع لأنماط المعلومات دون الحاجة إلى إعادة تعليب وسيلة البث، والتي تسمح أيضاًللفئات المستفيدة الاتصال فيما بينهم بواسطة المقاييس المشتركة (الأفغاني، 2002،ص10).أهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات فيالمكتبات الجامعية لقد كان لاختراع الطباعة، أثر كبير فيالمخزون العلمي الإنساني إلى درجة كبيرة، لا يمكن مقارنتها بما سبقها قبل هذا الحدثالهام، مما شجع المهتمين بعلم المكتبات على إنشاء نظم التصنيف واعتماد الأساليبالعلمية في الفهرسة والاستخلاص والتكشيف. ونحن اليوم أمام ثورة المعلوماتوالاتصالات، نلاحظ أن الطرق التقليدية التي كانت تستخدم في النظم الورقية، لم تعدصالحة لمواجهة النمو الهائل في حجم المعلومات الذي بلغ حدّاً، جعل المختصين،يستنبطون مصطلحا لوصف هذه الظاهرة بـ (انفجار المعلومات). ولا شك أنه حدثت تأثيراتعديدة لثورة المعلومات والاتصالات، وتظهر تأثيرات أخرى بشكل شبه يومي، ولصعوبةحصرها، يمكن الإشارة إلى بعضها: § إشاعة استخدام الأقراص المدمجة(CD-ROM)، المخزن عليها مواد معرفية مختلفة وتوفرهافي المكتبات التجارية، كما تستخدم مواد معرفية متاحة بمختلف المكتبات العامةوالمدرسية والجامعية، وذلك للاختيار بواسطة الباحثين والمعلمين والمحتاجين لمثل هذهالمواد المعرفية. § يمكن البحث عن عناوين الكتب التي تغطي مجالاً معيناً يطلبهالمستفيد وذلك بصورة سريعة من خلال برامج حاسوبية، وإذا لم تكن النتائج مرضيةللمستفيد تستطيع الاستعانة بشبكة إنترنت للنفاذ إلى فهارس المكتبة البريطانية، أومكتبة الكونجرس الأمريكية، ويمكن للمستفيد الحصول على كل هذه المعلومات مطبوعة خلالدقائق معدودة وفي فترة زمنية وجيزة. § يتم استخدام قواعد بيانات متقدمة تستعينبركائز متخصصة، وذلك لاختزان المعارف المختلفة المتزايدة بشكل كبير في مقالات وكتبوتقارير ونشرات وغيرها، وتقوم بعض المنظمات العلمية بتحديث هذه القواعد بصورةتعاونية مع المؤسسات المشابهة لها، وتصور القوائم المحدثة سنوياً على أقراص مدمجةوتوزيعها بهدف تعميم الفائدة منها. § بدلاً من إصدار نشرات الإحاطة الجاريةشهرياً، تستطيع المكتبات الحديثة إصدار هذه النشرات بشكل يومي من خلال موقعها علىشبكة الإنترنت، ودون أن تتكلف جهود الطباعة ونفقات الإرسال البريدي. § تستطيعالمكتبات الحديثة اليوم نشر كشافاتها ومستخلصاتها ونظم استرجاع المعلومات الخاصةبها من خلال موقعها على شبكة الإنترنت، وبالتالي يستطيع المستفيد الحصول على هذهالمعلومات وهو في مكتبه أو في بيته، مما يسهل عليه تحديد الكتاب أو المقال المطلوبوبالتالي طلب تصويره. § تستطيع المكتبات الحديثة بناء نظم للأرشفة الضوئية تحلمحل تقنيات المصغرات الفيلمية، وذلك لحفظ صور المقالات المهمة من الدورياتوالتقارير والنشرات، وبذلك يمكن إدخال المقالات الحديثة واسترجاعها بسهولةتامة. § يمكن للمكتبات الحديثة التعامل مع الكتب الرقمية الإلكترونية، وتستطيعتحقيق الفائدة القصوى من ذلك باستخدام واسترجاع المعلومات للنص الكامل. § نظراًللارتفاع الشديد في أسعار بعض المطبوعات العلمية، فإن الحل الذي يبدو ممكناً لحلمثل هذا الإشكال يكمن في الاعتماد على النشر الإلكتروني للدوريات والكتب العلميةالمتخصصة، بالإضافة إلى اعتماد المكتبات الصغيرة على مقتنيات المكتبات الكبرى منخلال شبكة الإنترنت (الترتوري والرقب والناصر، 2009، ص283- 285). ويذكر ديفيدلويس(Lewis, 1997)أن المكتبات الجامعية وكلما له علاقة بالتعليم العالي، أصبح في الفترة الأخيرة مواجهاً نحو ضرورة إجراءتغييرات أساسية. إن التغييرات في تكنولوجيا المعلومات، وطلب المزيد من الخدماتالمحسنة لجودتها من أصحاب المصلحة ذوي العلاقة بالمكتبة، والمطالبة بتقديم المزيدفي ظل قلة الموارد المتاحة بالمكتبات. كل ذلك تطلب إعادة الهيكلية والتطويروالتغيير، ووضع ضغوطاً والتزامات أكبر على العاملين بالمكتبات، وتطلب تغييرات فيالأدوار التي يقومون بها. ومن المعروف بأن المكتبات هي المكان الأمثل لإنشاءوتقديم خدمات شبكات وقواعد المعلومات، على الرغم من أن هناك جهات أخرى تشاركالمكتبات في تقديم هذه الخدمة، ولعل ما يهم المستفيدين هو نوع الخدمة المقدمة بصرفالنظر عن مكان وجودها، غير أن وجود خدمة شبكات وقواعد المعلومات داخل المكتبةالجامعية وتحت إدارتها وإشرافها يساعد على توثيق الصلة بالطلاب وأعضاء هيئةالتدريس، ويجعل المكتبة الجامعية أكثر تجاوباً مع متطلباتهم واحتياجاتهم بفضلالتقنيات الحديثة في مجال خزن المعلومات واسترجاعها (الحداد، 2001، ص20). ولا شكأن استخدام شبكات المعلومات يتطلب إعادة تشكيل وهيكلة وبناء خدمات المكتبات في كافةأنحاء الجامعة، كما أن عدم الإقدام على التطوير وبما ينسجم ويتفق مع الاتجاهاتالحديثة يمكن أن يعرض المكتبات الجامعية إلى التقادم وإلى أن يصبح ما تقدمه منخدمات غير ملائم لاحتياجات المستفيدين. ولهذا، فإن عملية إعادة الهيكلة هي فيالواقع تتفق مع عمليات التطوير التنظيمي حيث تعني المواءمة الوظيفية مع التحدياتالجديدة في البيئة. إن عملية إعادة الهيكلة هي عملية تطوير وتحديد وارتباطالخدمات المكتبية مع ربطها بخدمات مركز الحاسب الآلي لتقديم موارد المعلوماتالمختلفة من خلال الشبكات بمباني المدينة الجامعية للجامعة، وذلك بهدف دعم البحثالعلمي والبرامج الدراسية بالجامعة. ومن أهم الموضوعات في هذا المجال أن تحرصالمكتبة الجامعية على أن تكون محافظة على توافقها مع التكنولوجيا السائدة، وأنتستخدم الاتصالات الإلكترونية بفاعلية، ومساعدة أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراساتالعليا والباحثين، بتوفير مختلف مصادر المعلومات وما إلى ذلك. ولا شك أن ذلك يمثلأكبر تحد يمكن للمكتبات الجامعية أن تواجهه، فهل المكتبات الجامعية قادرة فعلاً علىمواجهة تلك التحديات؟تكنولوجيا المعلومات المستخدمةحالياً ما هي الأدوات التي تستخدمها المكتبات في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؟ وكيف ظهرت هذه الأدوات إلى حيز الوجود؟ عندما نقول الأدوات، فإننا لا نعني فقط الأجهزة والمعدات، بل نضيف إلى ذلك البرمجيات وأساليب العمل والأفكار التي تسيّر كل ذلك، فمن حيث الأجهزة والمعدات نجد أن المكتبات تستخدم المطاريف، والحواسيب الشخصية، والحواسيب الصغيرة، والمودم، وسواقات الأقراص المتراصة بكافة أنواعها، والماسحات الضوئية، والفيديو التفاعلي، والشبكات المحلية والموسعة. أما بالنسبة للبرمجيات فإن استخدام قواعد إدارة البيانات العلائقية أصبح هو الشائع، بالإضافة إلى نظم المعلومات المتكاملة. وباستخدام تكنولوجيا المعلومات أصبحت المكتبة شريكاً كاملاً في التعليم الأكاديمي، فهي لا تقدم البحث الببليوغرافي فحسب، بل تقدم أيضاً الأقراص المتراصة متعددة الوسائط والتي هي إحدى بدائل التعليم الصفي في بعض الحالات، وفي الحالات الأخرى هي جزء منه. أما في داخل الصف نفسه فنجد العديد من أدوات تكنولوجيا المعلومات، أبسطها جهاز العرض للشفافيات، وأعقدها الائتمار عن بُعد بواسطة الأقمار الصناعية والحاسوب وقد بدأت المكتبات في السنوات الأخيرة من هذا القرن بدمج الخدمات التقليدية مع الخدمات المدعمة إلكترونياً، كخدمات المراجع والرد على الاستفسارات والإرشاد، فبعد أن كان على مستخدم المكتبة الحضور شخصياً إلى مبنى المكتبة ليتمكن من الاستفادة من خدماتها، تغير الوضع الآن وأصبح بالإمكان الاستفادة من هذه الخدمات دون الاضطرار لمغادرة البيت أو مكان العمل، ليس هذا فحسب بل إن السرعة والكفاءة في تقديم هذه الخدمات هو ما يجعل بدايات هذا القرن مختلفة بالنسبة للمكتبات، فقد غير استخدام تكنولوجيا المعلومات الطريقة التي يتم بها توصيل هذه المعلومات إلى المستفيد النهائي، ويبقى هدف المكتبات توفير المعلومات بأفضل أسلوب يناسب المستخدم، ومكنت التكنولوجيا المكتبة من القيام بذلك وبكفاءة عالية. لقد شكلت المعلومات وما زالت تشكل أحد مظاهر التكوين الإنساني التي قام ويقوم بإدارتها وتنظيمها وتبادلها بطرق وأساليب يبتدعها كل يوم، وما الحاسوب إلا واحد من هذه الأدوات التي تمكّن من إدارة المعلومات بشكل أفضل، خاصة مع الازدياد الهائل في كميات المعلومات التي تنتج كل يوم، ومكنت هذه الأدوات من خلق بيئة مهدت بشكل كامل لتسهيل مهمة المستفيد النهائي، بغض النظر عن سبب استخدامه للمعلومات، سواء كانت للبحث أو للتعليم أو لتبادل المعلومات. أ- الوصول إلى موارد المعلومات: ساعدت التكنولوجيا على تحديد ومعرفة محتوى المجموعات المكتبية بشكل أسرع، وزادت من القدرة على الغوص في أعماق الوثائق ومعرفة محتواها عن طريق الكشافات والفهارس المفصلة. ومع أن الكتب والمواد المطبوعة ستبقى أحد أهم الموارد في المكتبات، إلا أن عملية تسهيل الوصول إلى محتوياتها لن تكون ميسرة وكفؤة إلا باستخدام التكنولوجيا، فحتى وقت قريب كان لابد للقارئ من الحضور إلى المكتبة لكي يستخدم الفهرس البطاقي لمعرفة إن كان في المكتبة كتاب لمؤلف معين أو في موضوع معين أو بعنوان معين، لكن الآن أصبح بالإمكان معرفة كل ذلك من غير الاضطرار للحضور إلى المكتبة شخصياً، ولم يعد مستخدمو المكتبة محددين بمحتوى مكتبة واحدة، بل أصبح بالإمكان البحث في فهارس عدة مكتبات في نفس الوقت، سواء في منطقة واحدة أو قطر واحد أو حتى في العالم أجمع، إذ تساهم المكتبات، على كافة المستويات ومن كل أنحاء العالم، في تشكيل شبكة من قواعد البيانات بكافة أشكالها ومحتوياتها، وبالتالي إتاحتها للجميع وحيث أن العديد من القواعد الببليوغرافية أصبحت متاحة عبر شبكات المعلومات، فقد صار من الممكن توفير نتائج البحث للمستخدم بشكل أسرع وأوفر، وباستخدام تقنيات خاصة عبر إرسال نتائج البحث على دفعات، ومع أن المستفيد قد لا يأتي شخصياً إلى المكتبة إلا أنه ما يزال معتمداً على أمين المكتبة بشكل أو بآخر. وتعتمد المكتبات على شبكات الاتصالات الوطنية والدولية لتراسل البيانات فيما بينها؛ ولذا فقد تمكنت المكتبات من تسخير تكنولوجيا الاتصالات للاستفادة منها في تبادل الخبرات والمعلومات الفنية والمهنية، كما هو الحال في الائتمار عن بُعد، ومجموعات النقاش والبريد الإلكتروني وما إلى ذلك. ومع أن المكتبتين كانوا من أوائل من ساهموا في المشاركة بالموارد وتبادل المعلومات، فإنهم أدركوا مبكراً أن وسائل الاتصال الحديثة سوف تمكنهم من أداء وظيفة تبادل المعلومات على نطاق أوسع. ب- البحث المباشر عن طريق المستفيد النهائي: لقد نقلت تكنولوجيا المعلومات عملية البحث في قواعد البيانات إلى يدي المستفيد النهائي، إذ تشير الإحصائيات إلى أن العدد الأكبر من البحوث الببليوغرافية يجريها المستفيد النهائي وليس أمين المكتبة. فمثلاً تشير الإحصائيات الخاصة باستخدام قاعدة (ميدلاين الطبية) إلى أن ما يقارب ثلث ما مجموعه (4- 5) مليون بحث قد أجراها أطباء أو عاملون في المجال الصحي والطبي (Wood & Horak, 1996). واكتسبت المكتبات سيطرة أكبر على التكنولوجيا عندما جرى تحميل قواعد البيانات على نظم محلية في داخل المؤسسة، وأصبح من الممكن من خلال الحصول على محتوى قواعد البيانات تحميلها على نظم وبرمجيات مكنت المكتبات من إعادة تنظيم هذه القواعد مع قواعد بيانات أخرى، ومن نوع آخر في المؤسسة عن طريق الإنترنت، لتشكل جميعاً مصدراً موحداً للمعلومات. وتمكن تكنولوجيا ذات الذاكرة المقروءة فقط المكتبات حالياً من توفير بحث مباشر للمستفيد النهائي بكلفة متدنية جداً. وقد وجد منتجو هذه الأقراص والمكتبات أنها الشكل الأفضل لتوزيع قواعد البيانات، وعلى الرغم من الانخفاض في أسعار وكلفة هذه التكنولوجيا إلا أن لها بعض السلبيات التقنية، كالبطء في الاسترجاع وازدياد احتمالات الفشل في الأجهزة والمعدات الخاصة بهذه الأقراص أكثر من غيرها، بالإضافة إلى بعض المشاكل الخاصة بشبكات المعلومات المحملة عليها هذه الأقراص. ومن المتوقع أن يصبح المستفيد النهائي هو المستهدف في عملية التسويق والتوزيع، إذ أصبح وجود سواقة خاصة بالأقراص المتراصة أمراً عادياً وليس اختيارياً في الحواسيب المنتجة حديثاً، فأصبحنا نرى الموسوعات، كموسوعة دائرة المعارف البريطانية، والقواميس كمعجم أكسفورد، والمورد، وكتب عيون التراث العربي الإسلامي، التي تشكل ركناً أساسياً من أركان استخدام الحاسوب في البيت، مما يعني أن المستفيد لن يلجأ إلى المكتبة للحصول على مثل هذه الخدمات المرجعية، فهي متوافرة لديه متى شاء (الشربجي، 2000، ص68). ج- النظم المتكاملة للمعلومات: جرى تعريف إدارة المعلومات بأنها عملية إنتاج وتنسيق وخزن واسترجاع وبث المعلومات بشكل كفؤ من مصادر داخلية وخارجية من أجل تحسين أداء المؤسسة. ويعتبر تكامل المعلومات ذات العلاقة أو الأهمية للمؤسسة أداة ربط لقواعد البيانات الداخلية والخارجية لتهيئ نظاماً بسيطاً وسهل الاستخدام، وتعتبر شبكة الإنترنت أحد مظاهر ونتائج هذا التوجه، إن نظام المعلومات المتكامل من الناحية المثالية مؤهل لأن يلبي كافة حاجات المعلومات للمستفيدين المتوقعين بغض النظر عن مكانهم، ولماذا يحتاجون تقديم هذه المعلومات للمستفيدين المتوقعين بغض النظر عن مكانهم، ولماذا يحتاجون هذه المعلومات. ولكنّ الواقع يقول، إنّ التشتت في مكونات نظام المعلومات يجعل من الصعب تلبية مثل هذه الحاجات وبالكفاءة ذاتها، إذ على المستفيد التنقل بين أكثر من نظام للوصول إلى الصورة الكاملة للمعلومات التي يحتاج إليها. وإذا بذل الجهد لمزيد من التكامل بين نظم المعلومات، فإنه يصبح من الممكن تقديم خدمات معلومات أفضل للباحثين والطلبة والمتخصصين والعلماء والأكاديميين، وكل فئات المستفيدين وتجدر الإشارة هنا، إلى أن مجموعة (تتش روس) للاستشارات الإدارية، أكدت عام 1990م على أن التكامل هو أحد الوظائف الحيوية لإدارة المعلومات، حيث أن ذلك يكون من خلال: 1- التكامل التنظيمي بين المجموعات والدوائر. 2- تكامل المعلومات، بغض النظر عن الوسط أو المصدر. 3- التكامل على واجهة الحاسوب على شكل واجهة استخدام مشتركة. 4- التكامل بين الأدوات التي يستخدمها المستفيد النهائي في البحث. 5- التكامل بين كافة أجزاء شبكة المعلومات. وقد تنبأ كثير من الباحثين، إلى أنه ستكون هناك حاجة كبرى إلى التركيز على الاستراتيجيات في الإدارة وعلى التكامل بين نظم معالجة البيانات وإدارة المكتبات والمعلومات ونظم دعم اتخاذ القرار، وقد أكدوا على أن زيادة الكفاءة في العمل تولد ازدياداً في الطلب على المعلومات حول ضبط الجودة وإدارتها، ومع أن الحاجة إلى المعلومات تتفاوت حسب تنوع المؤسسات، إلا أن جميع المؤسسات تحتاج إلى إدارة فعالة لموارد المعلومات فيها، وبخاصة تلك التي تركز على إنتاج سلع جديدة، وترسم استراتيجيات عمل وطنية، أو تقدم خدمات بحث أو تعليم أو غيرها. فالمعلومات من هذا النوع، يجب أن تكون متوافرة بأسرع وقت ممكن وبأفضل جودة ممكنة؛ لكي تمكن من اتخاذ قرار أو القيام بإجراء مناسب أو فعال، وتكاد تتوازن الحاجة إلى المعلومات الداخلية في المؤسسة مع الحاجة للمعلومات الخارجية. إلا أن المعلومات الخارجية أصبحت الآن أكثر خضوعاً للاعتبارات التكنولوجية ولك التكامل بين المصدرين الخارجي والداخلي، والتكامل بين أنواع وأشكال مصادر المعلومات سيمكن المستفيد النهائي من تلقي المعلومة التي يطبقها بشكل أسرع وأفضل (Collier, 1993)[/font: | |
|