ما
زلت أتوجع من نظرة المجتمع للطب النفسي أو العلاج النفسي ، لدى المجتمع
العربي ومجتمع العالم الثالث بأكمله ، فما زالت تلك النظرة السلبية للمريض
النفسي أنه ( مجنون ) وهي نظرة قاصرة تغيب عن الموضوعية كثيرا ، فأنا ما
زلت أذكر أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش الأب كان قد قال في
أحد خطبه أنه يفتخر أن يقول لشعبه أنه يحافظ على مواعيده مع طبيبه النفساني
بالرغم من أنه الرجل رقم (1) في العالم ..
كل ذلك تذكرته عندما
ذكرت يا أستاذي اسم الدكتور أحمد عكاشه الذي يعتبر مرجعا عربيا كبيرا لدينا
هنا في العالم العربي ، وقد أثلج قلبي كثيرا تعريفك للشخصية الناضجة بأنها
الشخص الذي يضحي من أجل الآخرين ويحافظ ولله الحمد على حياة زوجية مستمرة
يربي فيها أولاده بما يرضي الله وأراحني ذلك التعريف لأنه ينطبق علي الآن ،
بينما كنت في مرحلة أخرى من شبابي ينطبق على نمط الشخصية البارانويا ولله
الحمد مع العلاج إنتهت هذه المرحلة ، أخيرا أقول لك
من منا في
المجتمع يستطيع أن يتخلص من مخاوفه من المجتمع والنظرة السلبية التي تحدثنا
عنها ويلجأ للعلاج النفسي ، إن الكثيرين يا سيدي بحاجة للعلاج ولكنهم لا
يفعلون خوفا من هذه النظرة ، حتى لو أكد لهم الطبيب أنه يسمح لهم باتخاذ
اسماء مستعارة ، أتعرف يا سيدي لو كانت نظرة المجتمع للمريض النفسي عادية
كمريض الأنفلونزا مثلا ، لذهب كل هؤلاء المكتئبون والسيكوباتيون
والهيستيريون للعلاج ولتخلصنا من أكثر أمراض العصر خطرا ، وأكثر ظواهر
المجتمع خطرا وهي الجريمة المتمثلة بالإرهاب.