عدد المساهمات : 1021 تاريخ التسجيل : 02/02/2012 العمر : 33 الموقع : https://fackhenchela.ahladalil.com المزاج : ممتاز
موضوع: * دموع العين.. أنواع مختلفة ومهام متعددة الإثنين فبراير 20, 2012 6:25 pm
* دموع العين.. أنواع مختلفة ومهام متعددة
تُعتبر الدموع التي تُنتجها الغدد الدمعية للعين، وسيلة حماية للعين، وربما للجسم كله. وهناك ثلاثة أنواع من الدموع التي يُمكن للغدد الدمعية إفرازها، في حالات مختلفة من حياة الإنسان اليومية، وهي:
1 ـ الدموع الأساسية
وفي الإنسان والحيوانات الثديية، تحتاج قرنية العين إلى أن تبقى رطبة دائما، وذلك لضمان سلامتها وحفظ تركيبها الشفاف المهم. والقرنية هي الجزء الشفاف من مقدم العين المُشاهدة، وتُغلف الحلقة القزحية الملونة لأعين الناس بألوان مختلفة. وعملية ترطيب القرنية تتم عبر الإفراز المتواصل لـ«الدموع الأساسية». كما أن تلك الإفرازات الدمعية تعمل على غسل القرنية والملتحمة من أية أجسام غريبة تعلق بها، كالغبار وغيره.
والملتحمة هي طبقة من الأنسجة تُغطي الجزء الأبيض من العين المُشاهدة. وسائل «الدموع الأساسية» يحتوي على الماء، ومادة ليوسين اللزجة والدهون و«أجسام مضادة» ومادة «لايسوزوم» وسكر الغلوكوز وعناصر اليوريا والصوديوم والبوتاسيوم.
وعلى سبيل المثال، تعمل مادة «لايسوزوم» على مقاومة البكتيريا عبر قدرتها على إذابة وتحليل الغطاء الخارجي لأنواع من البكتيريا. ويتطابق سائل «الدموع الأساسية» في مكوناته من الأملاح، كالصوديوم والبوتاسيوم وغيرهما، مع درجة ملوحة سائل بلازما الدم. والطبيعي، أن تُفرز الغدد الدمعية خلال الـ24 ساعة ما يُقارب ربع لتر. وتقل كمية هذه الدموع مع التقدم في العمر أو في حال وجود بعض الأمراض بالجسم.
2 ـ دموع ردة الفعل
وهذا النوع من الدموع يتم إفرازه كردة فعل لتهييج العين بأجسام غريبة أو بمواد كيميائية مُهيجة، مثل دخول شعرة في ما بين الجفون أو تعرض العين لغازات صادرة عن البصل أو غيره. كما يُمكن أن تتهيج العين بتعرضها لوهج ضوء شديد أو أكل الفلفل الحار أو الأطعمة الساخنة جداً أو أثناء عملية القيء أو السعال الشديد. والغاية من هذه الدموع غسل العين مما ألمّ بها.
3 ـ دموع البكاء
وهذا النوع من الدموع يتم إفرازه نتيجة للتعرض لألم جسدي أو عاطفي أو نفسي أو حتى عند الشعور بالسعادة العارمة.
وغالباً ما يُصاحب عملية إفراز دموع البكاء، احمرار الوجه والنشيج sobbing وانقباضات في النصف العلوي من الجسم. والنشيج هو فعل متكرر شبيه بالسعال ويشمل نوبات من التنفس المتشنج، خلال نوبة البكاء.
وتصدر خلاله أصوات مختلفة الحدة والارتفاع. ومكونات الدمع الصادر خلال البكاء تختلف عن مكونات دمع الترطيب الأساسي أو دموع ردة الفعل. ذلك أن دموع البكاء تحتوي هورمونات بروتينية، مثل «برولاكتين» و«هورمون الغدة جار الكلوية» وعلى مادة طبيعية مخففة للألم تُدعى «ليوسين إنكفيلاين» .
* بين «دارون» ودموع البشر عند البكاء.. ملاحظات علمية مهمة
* ذرف الدموع مع حالة البكاء، شيء يتميز به الإنسان عن باقي المخلوقات الحية. وهذا لا يعني أن عيون الحيوانات لا تفرز الدموع حال تعرضها لمواد مُهيجة لإفراز الدمع.
وبالرغم من توثيق «تشارلز دارون» هذه المعلومة في كتابه الشهير «التعبير عن المشاعر لدى الإنسان والحيوانات»، وبالرغم من ذكره أن بكاء الطفل الرضيع مفيد في لفت الانتباه إليه للاهتمام به من قِبل الوالدين، إلا أنه استنتج، دونما أدلة علمية ساقها، أن ذرف البشر للدموع هو شيء عديم الجدوى!، وشبه ذرف الدموع حال البكاء بوجود الزائدة الدودية في أمعاء الإنسان.
والغريب في الأمر هو تناقض التفكير لدى «دارون»، لأن في رأيه بقيت الزائدة الدودية في جسم الإنسان بعد تطوره من «حيوان» إلى «إنسان»، بينما ذَرْف الدموع أمر إضافي زائد يتميز به البشر عن الحيوانات.
ويُمكن أن يكون كلامه صحيحاً لو أن الحيوانات هي التي تذرف الدمع حال البكاء، بينما لا يفعل ذلك البشر، أو على أقل تقدير لو أن الحيوانات تذرف الدمع كما الإنسان. لذا كان خروج الدموع مع البكاء «مشكلة» حقيقية لـ«دارون» في تسويق نظريته البالية.
وتبنى اللجوء إلى أسلوب «الحيدة» حينذاك، وأظهر القول بعدم فائدة ذرف الدموع حال بكاء الإنسان. وهذا الخطأ في الفهم والتعليل، يتناقض تماماً مع ما بدأت تُشير إليه نتائج الدراسات الطبية حول اختلاف مكونات دموع البكاء عن أي مُثيرات أخرى لإفراز الدموع من العين، خاصة في جانب احتواء دموع البكاء على هورمونات التوتر، وعمل الدموع على تخليص الجسم من هذه الهورمونات المتسببة في التوتر حال تجمعها في الجسم. وعليه فإن من إحدى آليات استفادة الإنسان من البكاء وذرف الدموع معه هي تلك الراحة النفسية التي يشعر الشخص الباكي بها بُعيد انتهاء نوبة البكاء.
وربما كان الأولى بـ«دارون» القول بأن هناك بكاء دون ذَرْف للدموع. وفي هذا تُشير عدة مصادر لعلم الحيوان إلى أن حيوانات عدة، مثل الجمل والشمبانزي والفيل والكلب والدبّ، لديها القدرة على ذَرْف الدموع. إلا أن هذه الدموع لا إثبات علمي على أن خروجها من أعين هذه الحيوانات ذو علاقة بأي حالة عاطفية تمر بها، أي ليست مُصاحبة للبكاء أو الشعور بالألم. ولأحدهم أن يُجادل في الأمر، مثلما فعل «توم ليوتز» في كتابه المشهور «البكاء: التاريخ الطبيعي والثقافي للدموع»، بقوله «من المستحيل الجزم بما إذا كان الحيوان الذي يذرف الدموع متألماً باكياً، أو أن عينيه تذْرفان الدموع بسبب تعرضهما لمواد مهيجة لهما. والواقع أن هذا «المستحيل» ليس مستحيلاً، بل هو ممكن لمن تأمل بدقة». وحينما «لا يُشترط» خروج الدموع كعلامة للبكاء، فإن كثيراً من الحيوانات ربما تبكي لمّا تُخرج أصواتا تدل على «حزنها».
وذلك ما يُلاحظ عند إبعاد صغار العصافير أو الحيوانات الثديية عن أمهاتها. وبالذات يُلاحظ أن صوت الدبّ الصغير حال إبعاده عن أمه، هو أشبه بصوت الطفل الصغير حال بكائه.
هذا بالرغم من عدم ذَرْف الدبّ الصغير ذاك أي دموع حال «نحيبه» و«بكائه» على فراق أمه.