ما هو الفصام؟
تؤدي العديد من التحديات اليومية إلى حدوث تغيرات في
طريقة شعور الناس وسلوكهم. ومن المهم أن نميز بين التغيرات السلوكية
النموذجية المتسببة عن الإجهاد اليومي وسمات المشاكل الأكثر خطورة. وتستحق
المشاكل انتباها أكبر عندما تكون عويصة ومستمرة وتؤثر على أنشطة الإنسان
اليومية.
الفصام هو اضطراب نفسي يتصف بتشوش شديد في التفكير والإدراك
والعاطفة. المصاب بالفصام قد لا يتمكن من التفكير بشكل منطقي أو التصرف
بشكل لائق أو التعامل بشكل صحيح مع الآخرين. ويعاني المصاب بهذا المرض من
مشاكل عويصة في ناحية أو أكثر من نواحي الحياة مثل العمل أو المدرسة أو
الأسرة.
ويصاب بالفصام حوالي واحد بالمئة من سكان العالم. ويظهر هذا
الاضطراب النفسي بأشكال مختلفة. ويظهر الفصام بشكل متشابه في معظم أرجاء
العالم، بغض النظر عن الثقافة أو الانتماء القومي أو الاجتماعي والاقتصادي.
ما هي سمات مرض الفصام؟
يظهر على المصابين بمرض الفصام عدد من الأعراض التي تنشأ ببطء مع مرور الزمن. وهناك فئتان رئيسيتان من الأعراض: إيجابية وسلبية.
أما الأعراض الإيجابية (إزدياد أو تشوه في أداء
الوظائف الاعتيادية) لمرض الفصام فتشمل :
معتقدات مشوهة أو خاطئة (توهم). فعلى سبيل المثال، يعتقد المصاب أن جهاز التلفزيون يتحدث عنه
تفكير يخلو من المنطق
سماع أو مشاهدة أشياء لا وجود لها أو الإحساس بهذه الأشياء (الهذيان)
كلام وسلوك يفتقران إلى التنظيم
أما الأعراض السلبية (فقدان أو نقص في أداء الوظائف الاعتيادية)، فتشمل :
الافتقار إلى التعبير العاطفي حيث يبدو الوجه خاليا من التعابير والعواطف
الافتقار إلى حافز
فقدان الاهتمام بالأحداث الاجتماعية أو التواجد مع الناس
القيام بحركات هائجة مثل السير ذهابا وإيابا
الانعزال الاجتماعي أو الانسحاب من المجتمع
فقابلية التعرض للإجهاد
نقص في الطلاقة والإنتاجية الفكرية والكلامية
ما هو سبب مرض الفصام؟
إن
السبب الدقيق لمعظم الاضطرابات النفسية غير معروف بشكل كامل. وبشكل عام،
فإن الاضطرابات النفسية تنشأ عن اجتماع عوامل وراثية وعوامل بيولوجية أخرى
وعوامل بيئية. وكثيرا ما يظهر مرض الفصام في عائلات معينة مما يوحي بوجود
عامل وراثي قوي. ويُعتقد بشكل عام بأن مرض الفصام له علاقة باختلال التوازن
الكيماوي في الدماع.
ويعاني بعض الناس أحيانا من أعراض نفسية شديدة
مثل مرض الفصام بسبب استعمال المخدرات أو الأدوية أو حالة طبية ضمنية.
ولذلك، فمن المهم استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب الجسدية المحتملة للأعراض
قبل الاستنتاج بأن شخصا ما مصاب بالفصام.
كيف يُعالج مرض الفصام؟
تشمل معالج مرض الفصام، بشكل عام، ما يلي :
االمعالجة الدوائية
االمعالجة النفسية
إعادة التأهيل النفسي الاجتماعي
المعالجة
بالأدوية تساعد المصاب بمرض الفصام على أداء وظائفه بشكل أكثر فعالية وذلك
عن طريق تخفيف الأعراض المسببة للإجهاد مثل الهذيان والتوهم. وقد يعاني
المصاب من بعض التأثيرات الجانبية الكريهة مثل النعاس وجفاف الفم أو تشوش
الرؤية. غير أن أغلب هذه التأثيرات مؤقتة ويمكن تصحيحها بمساعدة طبيب نفسي.
وتساعد
المعالجة النفسية على معالجة الأعراض وكسب المهارات وتقديم الدعم للمصاب
وأفراد أسرته. ويمكن للمصاب بمرض الفصام أن يتعلم، عن طريق المعالجة
النفسية، مهارات التغلب على المشكلات وحلها في حياته اليومية. غير أن تلقي
الاستنصاح ليس بديلا عن الاستطباب بالأدوية لدى معالجة مرض الفصام.
إعادة
التأهيل النفسي الاجتماعي هي أحد مناهج الخدمات المرتكزة على تعزيز نقاط
القوة لدى المصاب وتساعد هذه الخدمات على دعم المهارات اللازمة للحياة
اليومية لدى المصابين مثل إدارة أموالهم والطبخ والنظافة الشخصية.
وتشمل الخدمات الخاصة ما يلي:
المعالجة مع السكن
الاستنصاح
التنسيق بين الخدمات
السعي لتوفير الخدمات
الدعم الدوائي
الخدمات المهنية
برامج الدعم الذاتي ودعم النظراء
وللحصول
على وصف أكثر تفصيلا لهذه الخدمات، من فضلك اقرأ نشرة "الصحة النفسية
للكبار" التي تقدم تعاريف إضافية وتوجز الخدمات العلاجية المتوفرة.
كيف يمكنني الحصول على المساعدة؟
إذا
ظهرت عليك أو على أحد أفراد أسرتك بعض أعراض الفصام المدرجة أعلاه، فاستشر
طبيب العائلة واطلب منه القيام بتقييم صحي نفسي ومعالجة.